السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كانت الأمور تسير على ما يرام إلى أن حدثت في إحدى الليالي الباردة تلك الحادثة المروّعة التي قلبت حياته جحيماً وفرّقت بينه وبين ابنته.. وجد نفسه وحيداً ملقى في إحدى ضواحي تلك المدينة التي لا تكاد تبصر فيها شيئاً من كثافة الضباب فيها، لم يكن هناك من يمكن أن يستعين به في البحث عن ابنته المفقودة غير تلك الوحوش القبيحة التي تسعى إلى غرس براثنها في جسده واقتلاع أحشائه.. عزيزي القارئ، لابد وأنك عرفت عمّ أتحدث.. نعم تلك هي المدينة التي أطبق الصمت على جميع نواحيها، المدينة لا يسمع فيها سوى صراخ الموتى، وذاك المسكين الذي تحدّثنا عنه هو هاري المنكوب على أمره.. فـمرحباً بك في مدينة التلّ الصامت.


•اسم اللعبة: Silent Hill: Shattered Memories

•الناشر: Konami

•المطوّر: Climax Studios

•الصنف: Adventure

•تاريخ الإصدار: January 12, 2010

في وقت سابق من عام 2009، أعلنت شركة Konami بالتعاون مع استوديو Climax عن رغبتها في إعادة تصوير لعبتها الشهيرة ذائعة الصيت Silent Hill بشكل جديد على جهازنا الصغير برفقة جهازين آخرين معه.. وقد صدرت اللعبة قبل فترة قصيرة على الـ Wii، ولكن حدث مؤخراً أن تمّ تأجيل نسخة الـ PSP (وكذلك نسخة الـ PS2) إلى مطلع عام 2010، ولذا سنضطر للانتظار لفترة أطول قليلاً لتجربتها، ولكن إلى ذلك الحين أدعوك لقراءة هذا الاستعراض والتعرّف على تحفة كونامي القادمة قريباً.


تدور أحداث Shattered Memories حول Harry Mason الذي سقط مغشياً عليه إثر تحطّم شاحنته أثناء عاصفة ثلجية حينما كان بالقرب من ضواحي مدينة Silent Hill، وعندما استردّ وعيه اكتشف أسوأ كابوس قد يصادفه في حياته؛ فابنته الصغيرة -بالتبني- Cheryl اختفت فجأة وسط الضباب وليس هناك أثر يدلّ على أين يمكن أن تكون!

ولسوء حظّه فإن العثور عليها لن يكون بالأمر السهل، فالمدينة تبدو مهجورة ولا يوجد أحد يمكن أن يستعين به، وما يزيد الطين بلّة هو أن شوارعَ المدينةِ المقفرةَ مليئة بالكائنات الغريبة التي تجوبها بحثاً عنه، ولذا لابد له من الاعتماد على نقسه في البحث عن ابنته والهروب من المدينة بأسرع ما يمكن قبل أن تقتلع تلك الوحوش رأسه.


خلافاً لما اعتدناه في سلسلة Silent Hill فإن هذا الجزء لن يكون خطّياً وذلك بفضل نظام التحليل النفسي في اللعبة، ففي مناطق متعدّدة من اللعبة سيظهر لك شخص يقوم بسؤالك بعض الأسئلة الشخصية لتحليل نفسيتك، فمثلاً قد يسألك عن وضع حياتك الأسرية أو هل سبق وخنت أحد المقربين منك وما إلى ذلك.. والإجابة التي تختارها ستغيّر من طبيعة اللعبة، فقد تتّخذ شخصيتك إما مظهراً عاطفياً أو حذراً، وكذلك ستؤثر الإجابة على تغيّر بيئات اللعبة التي ستمرّ بها. وسيساهم هذا النظام في زيادة عمر اللعبة، فقد تضطر لإعادتها أكثر من مرّة لترى النتيجة التي سيؤدي إليها القرار الذي اتّخذته، وفي بعض الأحيان قد يوصلك ذلك إلى بعض المناطق السرية في اللعبة.


وفي حين ركّزت نسخة الـ Wii على التحكم الاستشعاري وتفاعله مع عالم اللعبة، فإن نسخة الـ PSP تستخدم خليطاً ما بين الأنالوج والأزرار التقليدية لأداء وظائف معيّنة، فمثلاً خلال الألغاز أو الأحداث التفاعلية التي ستصادفها في اللعبة ستستخدم الأنالوج لتحريك أيقونة اليد الموجودة على الشاشة لتفحّص الأدوات الموجودة أمامك، وكذلك لفتح أقفال الأبواب أو لأداء وظائف أخرى كفتح الأبواب تلقائياً أو فتحها بعنف وذلك ما سيكون مفيداً عند قتال الأعداء. وباعتبار أن Harry لا يملك أسلحة في حوزته، فإن خير صديق لك هو الجري بسرعة لتفادي الوحوش التي تتقافز باتجاهك، والتي في حال تشبّث بك أحدها فسيجب عليك -عوضاً عن تحريك الأنالوج بعنف- النقر على الأزرار التي تظهر على الشاشة للتخلص من الأعداء قبل أن يكون الأوان قد فات.


تفاصيل البيئات والشخصيات ظهرت بشكل رائع ومقارب لنسخة الـ Wii وذلك بفضل شاشة الـ PSP الصغيرة، والأمر نفسه يمكن أن يُقال بشأن التجسيد الصوتي الذي سينقل لك أجواء الرعب المفزعة خاصة عند التقاط الأدوات التي ستحتاجها للتقدم في اللعبة.

وبصفة عامة، فإن نقل اللعبة من الـ Wii قد تمّ على أحسن وجه محتفظاً بميكانيكية اللعبة نفسها الموجودة بنسخة الأجهزة المنزلية رغم وجود بعض الهفوات التقنية البسيطة هنا وهناك، والتي نأمل ألّا نراها في النسخة النهائية من اللعبة. أما الآن فلم يبقَ علينا سوى انتظار صدور اللعبة في منتصف شهر January من عام 2010 (أي بعد أقل من أسبوعين)، للتمتع بتجربة مرعبة تقشعرّ لها الأبدان.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.